جلست بين يديه في أدب وقلت: سيدي، وهل من منت أوقات الفتن؟.. فقال: نعم يا ولدي، من عارض فلم يذبح، وناصر فلم يجرح، وحايد فلم يجنح، كان ذلك هو ال منتصر على نفسه، واعلم يا ولدي أن جميع معاركك هي في األصل مع نفسك، فإن غلبتها في أوقات الفتن كنت بفضل هللا منتصرا.. ... فقبلت يده أشم رائحة النصر! كما تعودت، وانصرفت مستبشر بالمختصر المفيد، كالمه قليل هذا هو أستاذي.. يتحدث دائماً ولكنه في الصميم، لن أنسى ذلك الصباح الجميل الذي دعاني فيه أبدا أن ً للتعلم على يديه، فهو الذي يختار جلسائه وال يسمح لدخيل يجلس بين يديه، وياله من شرف ويالها من مصادفة، فقد كنت مطلوبا ، ال ً ال طالباً أسأل هللا تعالى في دعائي اللهم اجعلني لهذا الدعاء، ولكني نشأت عليه وتربيت، فعودني أعرف أصالً ربي بكرمه أن يطلبني الناس فأذهب إلى بعضهم، ولطالما تمنيت ، كان أمالً بعيد المنال، الجلوس بين يديه ألنهل من علومه وفنونه ولكن ربي أكرم وأقوى من أبعد األمال.