من مينا إلي هرقل

من مينا إلي هرقل --فراعنة وبطالمة وأباطرة

يتناول ملخص تاريخ مصر في الفترة الممتدة من عصر الفرعون الأول الملك مينا إلي عصر الإمبراطور الروماني هرقل ، وفي تلك الفترة حكم مصر فراعنة وبطالمة وأباطرة
ويُعتبر عصر الملك مينا هو بداية كتابة التاريخ المصري أما عصر الإمبراطور هرقل فهو عصر ظهور الإسلام وبداية الفتوحات الإسلامية ثم دخول مصر في تاريخ الإسلام ، فأصبح المؤرخون يكتبون تاريخ مصر الإسلامية ، ومن هنا يمكن اعتبار أن هذا الكتاب يلقي الضوء علي تاريخ مصر من البداية وحتي الفتح العربي الإسلامي لها ، أي تاريخ مصر قبل الإسلام كما يوضح الكتاب علاقة المصريين بالدين والآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، وإيمانهم بالبعث والحياة الآخرة ، وأهمية القبور بالنسبة لهم في العصر الفرعوني وكيف كان المصري القديم مشغول طوال حياته ببناء قبر متميز علي قدر إمكانياته كي يحيا حياة متميزة في الآخرة طبقًا لإعتقاده ، فهناك فرق بين قبر ملك وقبر كاهن وقبر ضابط بالجيش وقبر شخص عادي وهكذا ، وكذلك يلقي الكتاب الضوء علي الثورة التي حدثت في عصر الأسرة السادسة الفرعونية والتي تسمي ثورة الجياع ، وكيف تم اقتحام المقابر ونهب ما فيها من ثروات وكيف تطور بناء المقابر وعمل ألغاز هندسية لإخفاء حجرة الدفن عن أعبن اللصوص ثم انتهي بهم الأمر إلي إخفاء المقبرة بالكامل والإكتفاء بإظهار المعبد الجنائزي ويتحدث الكتاب عن علاقة بني إسرائيل بالعصر الفرعوني وكيف دخلوا مصر مع سيدنا يوسف عليه السلام وخرجوا بعد فترة طويلة مع سيدنا موسي عليه السلام ، ويتناول الكتاب عصور الاضمحلال التي مر بها العصر الفرعوني حتي نهايته ، ثم دخول الفرس ومن بعدهم الإسكندر الأكبر المقدوني وكيف قامت بعد ذلك دولة البطالمة في مصر بعد وفاة الإسكندر حيث قام بتأسيسها بطليموس الأول أحد قادة الإسكندر الذي قام بإجراء بعض التعديلات علي الديانة الفرعونية ومحاولة التوفيق بينها وبين الديانة الإغريقية وكيف تم نشر الحضارة الإغريقية واتخاذ الإسكندرية عاصمة لمصر لتصبح مثل جزيرة إغريقية في المحيط المصري ، ولماذا تطورت اللغة المصرية القديمة ، ويوضح الكتاب أيضًا بعض المعلومات عن عصر البطالمة وكيف كان امتداد للعصر الفرعوني ، وأشهر البطالمة الذين حكموا مصر واهم الأحداث في ذلك العصر ، ثم اضمحلال عصر البطالمة ، ثم سقوط مصر بل والمنطقة كلها في إيدي الرومان سنة 30 قبل الميلاد بعد ضعف البطالمة ، ثم يتحدث الكتاب عن أشهر الأباطرة الرومان والإجراءات التي اتخذوها تجاه مصر والمصريين ، ثم ظهور الديانة المسيحية واعتناق المصريين لها وانتشارها في مصر مما أزعج الأباطرة الرومان فقاموا باضطهاد المسيحيين في مصر ، ويشير الكتاب إلي زيارة العائلة المقدسة لمصر ، ويستمر السرد للأحداث ويوضح كيف تحولت الإمبراطورية الرومانية كلها رسميًا للديانة المسيحية ولكن علي مذهب مختلف عن مذهب الكنيسة المصرية فاستمر الاضطهاد ولكنه تحول إلي اضطهاد مذهبي ويوضح الكتاب كيف عاني المصريون تحت الاحتلال الروماني ثم عودة الفرس مرة أخري لاحتلال مصر ثم استعادة الرومان لها ثم ظهور الإسلام في جزيرة العرب إلي أن تم هزيمة الفرس والروم وضم مصر وباقي المنطقة تحت الحكم الإسلامي حوالي سنة 640م ، ليبدأ بعد ذلك تاريخ مصر الإسلامية وهذا الكتاب لم يتوسع في ذكر تفاصيل الأحداث ولكنه يوضح فكرة عامة مختصرة عن تاريخ مصر قبل الإسلام ، ولنبدأ معًا في استعراض تاريخ مصر من مينا إلي هرقل بإيجاز ولكن دعنا نتفق أن قراءة كتب التاريخ قد تكون مملة للبعض ولذلك سأحاول تخفيف الملل بقدر الإمكان عن طريق سرد الأحداث علي شكل حوار بين شخصين أحدهما يسأل والآخر يجيب مستخدمًا ما تيسر له من كتب ومراجع تاريخية وبذلك يمكن تشجيع القارئ علي الاستمرار في القراءة ، كما أرجو أن يلتمس لي القارئ العذر عن أي خطأ قد يجده في الكتاب ويفترض فيه حسن النية ، والله من وراء القصد وهو المستعان.